يعكف باحثون أسكتلنديون حالياً على دراسة الآثار الوقائية التي تتمتع بها معظم
الخضراوات والفواكه ذات اللون الأحمر والأرجواني في مكافحة أمراض القلب، والسرطانات، والسكتات.
وبسبب وجود أعلى معدلات للوفاة المبكرة في بريطانيا نتيجة هذه الأمراض، يسعى
الباحثون في كل من آبيردين، وداندي، وجلاسجو في أسكتلندا للكشف عن فوائد
تناول الفراولة، والتوت الأرضي، والكشمش الأسود، وهو نوع من العنب، أو الزبيب
الذي لا بزر له، في السيطرة على مثل هذه الأمراض المميتة.
وجذب هؤلاء الانتباه إلى أن أهمية هذه الفاكهة تكمن في احتوائها على مواد مضادة
للأكسدة تعرف بالـ"فينولات" التي تقلل عمليات التأكسد في الجسم، وتمنع تشكل
الجزيئات الضارة.
وكانت دراسة طبية نشرت في وقت قريب، قد أظهرت أن إضافة كمية صغيرة من
خلاصة بذور العنب إلى أغذية الحيوانات منعت تصلب شرايينها الأورطية، مما قد
يكون له دور مهم في حماية البشر من الإصابة بأمراض القلب.
وأوضح الدكتور جان ياماكوشي من قسم التنمية والبحوث في مؤسسة كيكومان،
والدكتور تاكورو كوجا من معهد نودا للبحث العلمي في مدينة نودا باليابان أن
خلاصات بذور العنب غنية بمركبات طبيعية من مجموعة "بوليفينول" تعرف باسم
"بروآنثوسيانيدينز" التي تعتبر من أقوى المواد المضادة للأكسدة الذائبة في الماء.
وأوضح الباحثون أن هذه المركبات تساعد على التقاط مركبات الأكسجين التفاعلية
التي تعرف بالراديكالات الحرة الضارة الموجودة في بلازما الدم، وخلايا جدران
الشرايين قبل أن تعمل على تدمير كوليسترول البروتين الشحمي قليل الكثافة LDL.
وأكدت دراسة طبية أخرى أن تناول عصير العنب الأسود قد يعيق الأثر الخطر للتدخين
على الأشخاص غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان السجائر من قِبَل الأفراد المتواجدين
على مقربة منهم أو ما يُعرف اصطلاحاً بـ"التدخين السلبي" على جهاز القلب الوعائي.
وأوضح البحث الذي عُرض في الاجتماع السنوي للجمعيات الأمريكية الفيدرالية للبيولوجيا
التجريبية أن استهلاك عصير العنب الأسود يثبط قدرة دخان التبغ على زيادة التصاق
الصفائح الدموية التي تُسهم في حدوث الجلطة القلبية، والسكتات الدماغية، وتصلب الشرايين.